أيها الآباء: إتقوا الله في أبناءكم وبناتكم من طليقاتكم. 

بدايةً أقول:

خبرتي التي بلغت (33) عاماً في العمل التعليمي والإداري والإرشادي وماوقفت عليه من قضايا تربوية واجتماعية جعلتني أكتب هذا المقال.

الطلاق لايعني الانتقام والكراهية خصوصاً عند وجود أبناء وبنات لذلك فليحرص الطليقان على عدم ربط أولادهم بهذا القرار الخاص بهما.

ومن أغرب القضايا التربوية التي مررت بها في إحدى المدارس هي مع طالبين من عائلتين مختلفتين حدث فيهما الطلاق 

الغريب أن والدي إحدى الطالبين وصلت بينهما الخلافات لأبعد الحدود حتى أن ذلك صار تأثيره السلبي واضح جداً على وضع الطالب داخل المدرسة وخارجها وعلى النقيض من ذلك لاحظت أن الطالب الآخر يعيش حياة مستقرة ربما أفضل من بعض الطلاب من والدين غير طليقين ولم أعلم أن والديه منفصلين إلا بعد جمع بيانات جميع الطلاب.

وبعدما نقوم بدراسة حالة أي طالب نجد معظم القضايا التربوية السلبية للطلاب مصدرها هو الأسرة ومايحدث في محيط الأسرة من معاملة واستقرار وخلافات.

مايهمني هنا وأرغب إيصاله للآباء هو عند حدوث الطلاق وتخلي الأم عن أطفالها لأي سبب ثم يقوم الأب بإسناد تربية الطفل أو الأطفال لزوجته الثانية.

أقول للأب: أولادك من بنين وبنات هم أمانة في عنقك فهم ليسوا قطعة أثاث ترميهم على زوجتك الثانية أو إحدى زوجاتك وتنساهم ولاتتأكد من وضعهم وتصبح مشغولاً عنهم في دنياك فزوجات الآباء وتعاملهن مع أبناء وبنات أزواجهن من طليقاتهم ينقسمن إلى قسمين:

قسم لايتقبّل وجودهم معها حتى ولو أظهرت خلاف ذلك للزوج ولاتعاملهم كأولادها في اللباس والطعام والرعاية وغير ذلك بل ربما تكلفهم بأعمال دون أن تكلف أولادها بذلك مما يؤثر عليهم سلباً نفسياً وتربوياً واجتماعياً.

وقسم منهن تهتم بهم مثل أولادها وربما تهتم بهم أكثر من اهتمامها بأولادها وتفيض عليهم من الحب والعطف والحنان بلانهاية.

فمن أدت الأمانة على أكمل وجه سوف يعوضها الله بذلك وستحصد مازرعت من خير في دنياها وآخرتها بإذن الله فالطفل لن ينس وعندما يكبر سوف يرد الجميل وسيكون ربما أكثر براً بها من أولادها في حال تعاملت معه التعامل العادل.

 ومن ظلمت وخانت الأمانة ستجني ماقدمت في حياتها قبل آخرتها فالطفل عندما لايجد إلا الظلم ومعاملته بخلاف ماتعامل به أولادها سوف يحمل في قلبه الحقد والكراهية مهما تقدم به العمر ونادراً أن يسامحها .

لذلك أكرر وأقول: أيها الآباء إتقوا الله في أولادكم وكونوا قريبين منهم وسوف تسألون عن هذه الأمانة العظيمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ،والرَّجُلُ رَاعٍ في أَهْلِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ في بَيْتِ زَوْجِهَا ومسئولة عَنْ رعِيَّتِهَا، والخَادِمُ رَاعٍفي مالِ سيِّدِهِ ومسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فكُلُّكُمْ راعٍ ومسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ ).

2024/8/26

1446/2/22