مديرون انتهت صلاحيتهم
الإدارة الجيدة هي التي تقود عمليات الإنتاج، حيث تعطي أكبر قدر من العائدات بأقل قدر من التكاليف، والتي تحسن التعامل مع أطراف عملية الإنتاج من عاملين ومديرين ورؤساء أقسام ومواد أولية وأساليب عمل.. إضافة إلى إلمامها بحاجات المجتمع ومتطلبات المستهلكين بطبيعة الحال.
والمدير الناجح، في أية مؤسسة، يضع الإنسان المناسب في المكان المناسب، ويحرص على إقامة علاقات إنسانية دافئة مع الجميع، ويحل المشكلات التي لابد أن تظهر بما يحفظ كرامة الناس وحقوقهم. وهو الذي يعرف حقيقة الطبيعة الإنسانية التي تحركها الحوافز المادية والمعنوية، فلا يبخل بهذه الحوافز لمكافأة المبادرات الخلاقة. وهو واضح التفكير، ومتزن، وقادر على تكليف المرؤوسين بالمهمات الواضحة والمعقولة والمناسبة لإمكانات كل منهم، وقادر على إذكاء روح العمل الجماعي ضمن فريق متكامل بصورة متعاونة، ويقبل الاقتراحات ويشرك المرؤوسين في الإدارة.. مما ينمي حس المسؤولية عند كل فرد، ويشعره بأهميته وأهمية ما يقوم به للمؤسسة وللمجتمع. ولابد للمدير من امتلاك المعرفة والخبرة ليعرف طبيعة العمل في كل قسم من أقسام المؤسسة التي يديرها، ليكون قادرا على تقويم الأداء وإعطاء التعليمات والتوجيهات المناسبة والقابلة للتطبيق. ومن صفات المدير الناجح أيضا أنه يتمتع بالحيوية والنشاط والخيال الخصب والخلاق، إلى جانب تمتعه بالعدل والنزاهة والتروي قبل إصدار الأحكام، وباللباقة وحسن المعاملة، وبالدقة والتنظيم ووضع الخطط المستقبلية وتوزيع الأدوار على المرؤوسين بما يتناسب مع مؤهلاتهم، وبالقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في الوقت المناسب.
أما المدير الذي يظن أن الإدارة مجرد كرسي دوار، وسيارات فارهة، ومكاتب فخمة، ويصاب بداء الترهل والتواكل والكسل والغرور عندما يتسلم عملا ذا علاقة واحتكاك بالجمهور، وهي صفات وممارسات ينتفي معها أي مسوغ في استمرار ذلك المدير في منصبه، طالما لم يدرك طبيعة مهمته ودروه ومسؤوليته الحقيقية.
المسؤوليات الجسام لا يحملها إلا أصحاب العقول النيرة والعارفة والمدربة، والقلوب العامرة بمحبة الوطن والإنسان.
2009/10/8
مقال منقول للكاتب : محمد بن أحمد الناشري ــ محافظة القنفذة ( صحيفة عكاظ )