اعتادت تلك الزوجة وزوجها بالمرور على بعض الأسر المحتاجة داخل الأحياء الشعبية في أحد المحافظات بصفة دورية لدعم تلك الأسر
وفي أحد المرات تم التعرف صدفة على أحد الأسر المحتاجة فأوقف الزوج سيارته بالقرب من باب تلك الأسرة
وطرقت الزوجة الباب وفتحت أحد البنات واستأذنت تلك الزوجة بالدخول لمعاينة الوضع المادي للأسرة فانصدمت مما رأت داخل منزل تلك الأسرة
منزل متهالك جميع غرفة تطل على الفناء وتلك الغرف معدمة من الأثاث والمطبخ لايوجد به سوى جزء قليل من الطعام الضروري الذي لايصل لحد الإشباع
تقطن في ذلك المنزل عدداً من الأنفس التي إضطرت رغماً عنها أن تقطنه ولايسترهم سوى لباساً قد اهترى
عندما اطلعت الزوجة على حال تلك الأسرة خرجت وهي تبكي بكاءً شديداً علماً أنها قد تعودت هي وزوجها على زيارة أكثر من أسرة محتاجة ولكن لم ترى من قبل مثل هذا الفقر
ذكرت لزوجها مارأت فحزن الإثنان ومما زاد حزنهما هو مقارنة الحالة الاقتصادية لتلك الأسرة بالحالة الاقتصادية لمعظم الأسر غير المحتاجة
فتلك الأسر تعيش في رغد من العيش ( فلل فاخرة وأثاث مرتفع الثمن ولباس متنوع ومأكولات ومشروبات متعددة الأصناف وسيارات فارهة وأجهزة متنوعة وسفر في الداخل والخارج حتى مراهقيهم وأطفالهم تتحقق لهم طلباتهم من أول وهلة )
والهدف من طرح هذه القصة الحقيقية: كي نجعل هذه الأسرة الفقيرة أمام أعيننا كل لحظة ليدوم شكرنا لله على تلك النعم التي نحن فيها ولنبحث عن أسر أخرى مثلها هي بحاجة لدعمنا وقد لايفصلنا عنها سوى أحد أسوار منازلنا ولكن التعفف قد أخفاهم داخل منازلهم القديمة ولايعتقد أحدنا أن الدعم المقدم لبعض الأسر من الضمان الاجتماعي أوالجمعيات الخيرية قد يسد حاجة تلك الأسر فذلك الدعم لن يشبع حاجات ورغبات كثير من أفراد تلك الأسر
والمجتمع الصالح هو من يتعاون جميع أفراده على زرع الابتسامة في نفوس تلك العينة من أفراد المجتمع ومايملكه كل غني أو مقتدر من مال هو من الله ولله وسيودع الدنيا بدون ذلك المال فليحسن كلاً منا التصرف بماله ويعرف طرق إنفاقه ويسعد غيره وألايقتصر بذله على محيط بيته أو قصره
ودائماً أختم مقالاتي التي تتعلق بالحالة المادية بوصية للمرشدين والمرشدات بأن يبذلوا جهداً أكبر لمعرفة المستوى المعيشي لبعض الطلاب ومن يجعل ذلك من أولويات عمله سيكتشف لامحالة حاجة بعض الطلاب وأسرهم ومن ثم يحاول معالجة ذلك بطرق خاصة وبشكل سري مما يجعل ذلك ينعكس إيجاباً على مستوى الطلاب والطالبات وكذلك يساهم في الاستقرار النفسي والاجتماعي لهم وليس لزاماً أن تكون نسبة نجاح المرشد والمرشدة في هذا الجانب 100% بل على قدر الاستطاعة ما أمكن ذلك